ونحن نعيش اليوم ذكرى ارتقاء القائدين وصحبهما يجب ان نسأل انفسنا سؤال محوري حتى لو بدا للبعض سؤالا ساذجا :بعد عامين على اغتيال القادة ترى هل حقا مات سليماني ؟؟
بالموازين المادية فعلا سؤال ساذج لاننا كلنا شهدنا وشاهدنا التغطيات الاعلامية لصور الشهداء وتشييعهم ودفنهم
مما يعني ان امريكا واذنابها نجحوا في استهداف القادة وقتلهم
لكن هذا ليس كل شيئ
نحن تعلمنا (افإن مات او قتل )
فلم يمت الدين والمنهج بموت النبي ص
مات الرسول ولم تمت الرسالة
مات سقراط وافلاطون والخوارمي وابن رشد لكن مدارسهم الفكرية تزداد انتشارا واحتراما جيلا بعد جيل
قتل الحسين ع لكن النهضة الحسينية والنهج القيمي الحسيني بازدياد
غاب الامام عج لكننا محكومون بالولاء والسعي لاعلاء الدين انطلاقا من مفاهيمه وتعاليمه
من قتل النبي ومن قتل علي ومن قتل الحسين ظنوا ان منهجهم سينتهي بغيابهم
لكن الله متم نوره الى يوم يبعثون
من قتل كل اصحاب الفكر ودعاة العقيدة والقيم هو لوبي واحد متصل ومستمر
الشجرة الخبثة لا تثمر الا خبيثا
بالمقابل الشجرة الطيبة لا تثمر الا مثلها او احسن منها
ذرية بعضها من بعض
مات جمال عبدالناصر ولم تمت الناصرية
واختفى الصدر ولم يمت فكر المستضعفين والمقاومة
مات حافظ الاسد ولم تمت سورية التصحيح
ومات الخميني قد ولم تمت الثورة
واللوبي يدرك هذه الحقائق
لكنه يدرك ايضا ان تياره واذنابه وازلامه سطحيي التفكير قصيري النظر
ولذلك ورغم معرفته لانه سيرتكب حماقة تفتح عليه وعلى انصاره طاقة من جهنم باغتيال قادة النصر ليرفع من معنويات تياره ويقنعهم انه مازال قويا
ورغم ذلك قرر ونفذ
لكن ثمه امر مهم لا يفهمه انصار اللوبي
امر ليس في حساباتهم وليس ضمن نطاق وعيهم المحدود
وهو مبدأ الفكر الملهم والقائد القدوة
لذلك كانوا يتوقعون بعد اغتيال القائد مغنية سينتهون من خطر الانفاق
لكن المفاجئة كانت كبيرة لهم عندما اكتشفوا انتشار ثقافة الانفاق وتطورها
قتلوا مغنية لكنهم لم يستطيعوا قتل فكره الملهم وشخصيته القيادية القدوة
فأخطأت حساباتهم من جديد كما اخطأوا عندما ظنوا ان استشهاد هادي سيردع شباب المقاومة عن اتباع ابا هادي
وتماما كما ظنوا خطأً ان وفاة باسل ستهزم ابا باسل فكان هتاف كل الشباب السوري كلنا باسل يا ابا باسل
نعم ارتقى سليماني والمهندس وصحبهما
لكن فكرهما الجهادي الاستشهادي المقاوم انتعش واشتد عوده
فأمة قادتها شهداء لابد ان يكون كل حشدها مشاريع شهادة
سليماني والشايب والنمر والحوثي ومغنية ليسوا مدراء مؤسسات او مخططين لمشروع وضعي دنيوي فقط لينهار برحيلهم
انما هم حلقات ضمن سلسلة رسالية ازلية سرمدية لا تنقطع بفقد احد حلقاتها
بل على العكس تصل موضع القطع بحلقة ربما تجعل السلسلة اقوى وامتن
وهذا ماحصل فعلا
مات سليماني ومات المهندس
لكن ابنائهم اصبح كل واحد منهم قاسم وشايب
الساحات السورية
المحافل اللبنانية
الجبهات اليمنية
القواطع العراقية
كلها ازدحمت بالاف الرجال الذين حملوا فكر ومنهج ورسالة القادة الشهداء
ارض استهادهم اليوم كانت روضة تملؤها الزهور والشموع
ارض استشهادهم شهدت تجمع اكثر من مليوني قاسم والشايب
مسيرة الاكفان كانت رسالة كبيرة وقد فهمها اللوبي تماما وان غاب فهمها عن الحمقى
وحماقة اللوبي بقتل قادة النصر اصبحت كذبة يقنعون بها حمقاهم لكنهم يدركون ان حماقتهم انبتت الف الف قائد
فكانوا كمن فرط سنبلة في ارض خصبة فانبتت الف سنبلة في كل سنبلة الف حبة
هنيئا للراحلين وصحبهم ضيافة الرحمن
وهنيئا لهم حياتهم الجديدة لانهم احياء بوعد ربهم يرزقون
وهنيئا لنا بهم
وهنيئا لنا ان نموت على نهجهم
والموت لاعدائهم اعداء الله والانسانية باختلاف الوانهم والسنتهم وازيائهم وذرائعهم واكاذيبهم
Discussion about this post