كلما تعرضت الدول لعدوان من الخارج، إلتفت الأمة حول نفسها وقاومت العدوان، ودافعت عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، لأن العدو واضح، وكل من ساورته نفسه للتحالف معه فهو خائن بلا أى شك، وبالتالي توصلت الدول الاستعمارية لإسقاط الدول التي تقف ضد مصالحها من الداخل، ودون تحريك جندى واحد ولا إطلاق رصاصة واحدة، ولا تعريض إقتصادها لأى مخاطر، ولا حتى تحميلها المسئولية عن ذلك ، في اليمن تحديدا وبعد سبعة اعوام من العدوان الخارجي فشلت كل خطط العدوان الخارجي ضد اليمن ، وبالتالي كان الحل القديم الجديد هو الاعتماد على خونة الداخل ، حفاظا على الكيان الصهيوني والمصالح الاقتصادية في المنطقة للمطبعين مع اسرائيل..
الغريب في الأمر أن بعض فئات الشعب اليمني وخاصة تلك الفئات المؤدلجة دينيا وسياسيا وقبليا ساهم بقدر كبير في نجاح خطة زرع خونة الداخل ولم يزل حتى الآن ، مجرد إختلاف هذه الفئات السياسية حول تقييم خيانة رؤساءها وحكوماتهم السابقين ودعم جزء كبير من التأييد الشعبي والقبلي لهم خلال 30 عاما، صنع ذلك الانقسام الذي يؤدي إلى عدم مقاومة أنظمة الفساد والاستبداد والتطبيع ، ودفاع البعض بحسن نية عن عجز الجماهير بحجة بطش الأنظمة واستمرار حكم منظومة الحكم القديمة ، كل ذلك يؤدي بالضرورة لاصطفاف هؤلاء وهؤلاء في طوابير المدافعين عن مصالح العدو الخارجي بشقية العربي والصهيوني ، مما يعني وبكل أسف أن من يتقاعس عن الدفاع عن حرية واستقلال وحقوق الجماهير والشعب اليمني في معركته اليوم ، ويأخذ الناس دوما إلى دوامة المطالبة لحقوق انتهكها و اغتصبها و المتسبب فيها اولا واخيرا هو العدو الخارجي، هو في الحقيقة يدافع عن كياني العدو السعودي والإسرائيلي دون أن يعلم..
الإساءة الوحيدة للدولة اليمنية اليوم هى العمل ضد مصالحها العليا وثوابتها التاريخية والجغرافية وقيمها الثقافية المواجهة للعدوان الخارجي ، بالعمل وليس بالكلام، منفردا أو مع دول وجماعات أخرى، الدولة ليست إلها مقدسا، بل عدة مؤسسات اعتبارية، تصيب وتخطئ، ومن الوارد بل من الواجب توجيه النقد الموضوعي لها، اما استخدام سفهاء مواقع التواصل الاجتماعي لتصويب و اختراع كل يوم قضية، واستخدام ردود فعل وتفاعلات جمهور الفيسبوك كعينة مجتمعية يمكن القياس عليها، تشير بوضوح إلى محاولة الغاء جاهزية المجتمع اليمني للتغيير والاستمرار في معركة التحرر والاستقلال ، بل وعدم استحقاقه أيضا، ولا عزاء للمفكرين و المبدعين في مجتمع ومنظومة حكم يعانوا من الخواء والهزال والشاشة، لذلك يبقى الصمت أفضل مليون مرة من المتجاهلين من ناحية والمزايدين من ناحية أخرى، إملأوا الساحة بما تشاءون من قضايا سفهاء مواقع التواصل ، كل يوم تزداد المساحات فراغا، وكل يوم يتزايد عدد الخونة والعملاء، وكل يوم يملك الظلاميين والرجعيين وأنصار وأتباع الثورة المضادة السلطة والثروة وهواة مشاريع التطبيع وتبادل المصالح مع العدو ..
Discussion about this post