الحق انها لم تطلب ثمنها تحرير فلسطين…
في 3 -3 – 2019 نشرت مقالا عنوانه: خطورة القرار البريطاني على حزب الله والطائفة الشيعية، وفحوى المقال انه لا يجوز ان نختصر الكثير من الناس او نلغيهم، بل فن صناعة الراي العام، هو البحث والسؤال والاستفادة من كل المقدرات التي تكون متاحة في الامة لصناعة راي عام.
حيث قلت بالمقال: صدقا لم اشعر بهذا الإحباط، حتى عندما أغلقت صحيفتي بسبب الاوضاع المالية علما اني ضحيت بكل شيء كنت أملكه كي لا تتوقف هذه الصحيفة عن الصدور كي لا يقال (بيوم من الايام) ان ناجي امهز الذي كرم السيد أغلق صحيفته التي قدمت درعا عليه صورة السيد وشعارها.
ومن يقرا هذا النص القصير الذي كتب منذ ثلاث سنين تقريبا، يفهم كيف الاعلام المعادي استغل قصة بيع عباءة السيد، لكن الفرق انه انا مستعد ان ابيع كليتي كي لا اغلق صحيفة كرمت يوما السيد، ومع اني لست قريبا من الحزب، لكن واجبي يفرض علي ان ابقى وفيا لشخصية عظيمة كشخصية السيد وان اقدم ما استطيع تقديمه حتى لو كلمة، لانه لو توقفت عن الكتابة والدفاع عن الحزب وأغلقت المطبوعة التي تحولت الى الكترونية، كان حتما سيكتب اين أصبحت الصحيفة او الشخص الذي كرم السيد، ليس لاني ذات شان او ان صحيفتي مشهورة بل لان الجهة المعادية للحزب ستفعل مني شخصية مشهورة ومن المطبوعة عالمية فقط لتصيب هدفها، وهذا الأسلوب معتمد من قبل الغرب منذ عقود، لذلك نلاحظ مثلا، ان أي كاتب ضد الحزب تجده يركب افخم السيارات ويرتدي ارقى أنواع الاناقة، ويعيش بمنزل كبير ويتواجد معززا مكرما في الولائم والمناسبات الرسمية، وكل هذه الفخفخة هي فقط للقول للكاتب او الذي يدافع عن الحزب، انظر الى نفسكـ وانظر الى من يسير معنا، وهذا الأسلوب كما قلت لكم اعتمده الغرب ونجح بجذب النخب اليه فالعالم او المفكر في الوطن العربي قد يشرد على الطرقات، بينما بالغرب توضع بين يديه كافة الامكانيات، وهكذا استطاع الغرب ان يجذب تسعون بالمائة من النخب العربية التي استفاد منها وبالمقابل افرغ العالم العربي من نخبه، مما سمح للغرب بالسيطرة عليه.
مثلا اكتب عن السيد سيصنفونك إرهابيا ويتم حظرك على وسائل التواصل الاجتماعي، اكتب عن اي زعيم عربي تابع لأمريكا وستجد نفسك قد حصلت على جنسية وإقامة ذهبية وفزت بجائزة مالية.
موضوع الصراع الفكري مع الصهيونية العالمية معقد للغاية ومركب بطريقة متشعبة، لذلك تتفاعل قضية المرأة التي أعلنت انها ستبيع عباءة السيد التي كانت هدية السيد لها، بمبلغ مليوني دولار كاش، حيث افردت وكالات عالمية مثل rt وال bbc وتم تناول الموضوع بمساحات كبيرة ان كان كتابة او بواسطة الفيديوهات، والناقص فقط ال سي ان ان.
وللحقيقة ان الموضوع خطير، بان تترك الوكالات العالمية كل مشاكل العالم وازماته لتركز على امر العباءة، حتما انه اعلام مدفوع الثمن، وانا اتفهم ماذا تقصد الوكالات الإعلامية المحلية والعالمية من نشر هذه الفاجعة الأخلاقية، “فالهدية لا تباع ولا تهدى” فكيف ان كانت من شخصية اهدت العرب والمسلمين والاحرار والمستضعفين بالعالم هدية النصر والعزة والكرامة.
وانا هنا لا اتهم التي تريد بيع العباءة انها هي التي اخترعت هذا المشهد الخطير، ولكن أقول ان هناك من رصد وخطط واستغل هذه المراة والكنز الذي تمتلكه، لأنه لا يغيب عن عقل عاقل ان سبب هذا التفاعل العالمي حتما ليس محض الصدفة، بل هو تفاعل مدروس وربما اعد له بدقة متناهية، من قبل استخبارات وجهات عالمية تعرف كيف تخترع السناريوهات، فتفتيت الإسلام لم يكلف أعداء الإسلام الا استخدام قميص عثمان حتى وصلنا اليوم من الى هذا الانقسام الحاد.
وامريكا والصهيونية العالمية واعداء السيد، يهمهم كثيرا أي تشويه لشخصية السيد، فأمريكا اعترفت انها دفعت مليارات الدولارات للنيل من صورة السيد، وحتما موضوع مثل موضوع بيع عباءة السيد سيكون فرصة ومادة أساسية يحاك حولها الكثير من الروايات، والذين يعرفون كيف يصنع وترسم صورة ومجد القيادات مثال نابليون وجورج واشنطن وعبد الناصر وغيرهم عبر التاريخ، يدركون خطورة هذا الفعل، وتأثيره التاريخي والمستقبلي على الرمز.
نحن سنقول لهذه المرأة انها ارتكبت خطا وسنعترض وندين، لكن الأعداء لا يفكرون هكذا بل سيبحثون بالأسباب التي أوصلت اليها العباءة، والأسباب التي جعلتها تعلن عن بيع العباءة، مما يعني انه سيكون هناك خلية تحلل كافة هذه الأسباب، من اجل تكوين فكرة ان لم تكن إدارية حتما ستكون نفسية، فالقيادات الكبرى بالعالم حولها لفيف من المستشارين، الذين يقيمون فيها ويدرسون كل خطوة يريد القائد ان يقوم بها، بل هناك معاهد كبرى متخصصة بحركات الجسد ونبرة الصوت والتفاعل بتقاسيم الوجه، ونحن نتابع كيف يتم تشريح وتحليل الأمور، في المقلب الاخر.
وكما اخبرتكم في بداية المقال، فانا حذرت من خطورة مثل هذه الأمور، وخاصة السيد هو قائد اممي لا يقل شأنا عن أي شخصية اممية بالعالم، وفي الأعراف والتقاليد الرسمية وغير رسمية العالمية، ان القائد او الرئيس عندما يكرم شخصا ما او يقبل التكريم من شخص، يعني بان القائد او الرئيس يرفع قيمة هذا الشخص ويصبح القائد او الرئيس مسؤولا عنه، لذلك وفي جميع الدول وكل زعماء وقادة الأرض منذ ان وضعت نواميس الحكم، عندما ينال أي شخص وساما مهما كانت رتبته او مكرمة معنوية من قائد الامة او الزعيم، يكون هذا الفعل مقرون بتقديمات عينية تكفل للشخص المكرم ان يبق مكرم طول الحياة لان القائد او الزعيم لذي كرمه هو جزء أساسي من كرامة الامة او الشعب، وهذا الامر هو نتيجة تجارب طويلة على مر العصور، كي لا يقع المكرم بفخ الحاجة والفقر والعازة، مما يكون له انعكاس سلبي على القائد لا سمح الله.
بالختام ليس الحق على السيد الذي قدم دمه وشبابه وفلذة كبده من اجل الوطن، وهو مستعد ان يقدم كل ما يملك ليرسم بسمة على وجوه الأطفال والأمان بروح الكبار، والعنفوان والعزة والكرامة لجيل من الشباب.
ولا الحق على الحزب الذي قدم أبنائه ارواحهم وجراحهم من اجل الدفاع عن الوطن، فشباب الحزب طالما اندفعوا بكليتهم وتسابقوا بأجسادهم لملقاة ومواجهة العدو بعزيمة صلبة وإرادة لا تهزم، ولم يهتموا يوما لمن خلفهم ماذا سيقولون او يفعلون.
شتان، بين من يقاوم ويقدم، وبين من ينافق ويأخذ.
Discussion about this post