لم يكن خطاب السيد في ذكرى القادة الشهداء خطاباً عادياً بل حاول فيه رسم استراتيجيات جديدة في الصراع العربي الصهيوني ، وبما انه عود جمهور المقاومة وجمهور اعداء المقاومة على ربط الاقوال بالافعال فلم تتأخر اولى مسيراته على تأكيد ماقاله الرجل ، فالمسيرة التي انطلقت من الاراضي اللبنانية لمدة اربعين دقيقة جابت الاراضي الفلسطينية لمسافة سبعين كيلو مترا قامت بتنفيذ ما اوكل اليها من مهام وعادت الى حيث انطلقت سالمة غانمة بجميع المعلومات التي انطلقت من أجلها ،
واذا كان الامر لا يتعدى اطلاق مسيرة عادية كما سارع أعداء محور المقاومة بوصفها فلماذا كل هذا الهول و الهلع في اعلام الكيان ؟
للرد على هذا السؤال لابد من ان نذكر مايلي
اولاً : ماقام به جيش الاحتلال من اجل اسقاط هذه المسيرة لا يدل أنها مجرد مسيرة عادية حيث انطلقت صافرات انذار القبة الحديدية حين شعرت بهذا الضيف وهي في طريق عودتها وانطلقت الحوامات الاسرائيلية لاصطيادها برفقة صواريخ القبة الحديدية ولكن دون جدوى فالمصمم لهذه المسيرة كان على علم بأدق تفاصيل مقدرات القبة الحديدية التي لم تعد مجالاً للمباهاة بين المستوطنين الصهاينة أنفسهم .
ثانياً : اذا نظرنا في نشأة دولة الكيان الصهيوني نجد انها نشأة شاذة لا تماثلها نشأة اي دولة من دول العالم ، ففي حين نجد ان الدولة هي التي تشكل الجيش نجد في حالة الكيان ان مجموعة عصابات شكلت جيشاً قام هذا الجيش بتشكيل تلك الدولة الغاصبة ، من هنا ندرك أهمية الجيش في حياة كل مستوطن ، فالجميع يدرك ان استمرار هذا الكيان مناط بقوة جيشه والتفوق العسكري على كامل أعدائه ، وهذا التفوق يجب ان يطال جميع أقسام الحرب الحديثة ( بري ، بحري ، سيبراني ، جوي )
القسمين البري و البحري تم تحيدهما منذ حرب عام 2006 فوجدنا ان دبابة المركافا( عربة الرب ) فخر الصناعة العسكرية الاسرائيلية كيف استطاعت المقاومة ان تجعلها قبراً ملتهباً لافراد طاقمها ، ولم تكن حال الحرب البحرية بأفضل حال فكلمة انظروا انها تحترق ما زالت تؤرق جميع القادة العسكريين على مستوى العالم ، فالبارجة الحربية ساعر التي لا مثيل لها في العالم أصبحت أثراً بعد عين
وأصبح معظم افراد طاقمها طعاماً قذراً لاسماك البحر المتوسط ،
أما الحرب السيبرانية فقد أكد محور المقاومة ان له يداً طويلة في هذا المجال من خلال الاختراقات الكبيرة التي يقوم بها بين الفينة و الاخرى لكبرى منشات العدو .
من خلال ما سبق نجد ان التفوق الاسرائيلي قد انحصر في مجال الحرب الجوية فقط وان اي مساس بهذا التفوق انما هو مساس جوهري بأمن الكيان كله وانا اجزم من خلال متابعة هذا الهلع الكبير في تصريحات المحللين السياسيين و العسكريين الصهاينة ان هذه المسيرة هي بداية النهاية لهذا التفوق الاسرائيلي
وهكذا أيقن هؤلاء أكثر من غيرهم من ( الاعراب و المطبعين )أن الأمر جلل وأن التهديد أكثر من خطير لأنه يمس مصير دولة الكيان بأكمله .
Discussion about this post