عندما انهزمت امريكا من افغانستان دأب المحللون السياسيون بالقول ان أمريكا ستتفرغ بهذا الانسحاب الى محاربة الصين وانها بهذا الانسحاب قد وضعت كل من الصين و روسيا و ايران بمأزق الجار الارهابي ( افغانستان ) وأنا من بين الناس الذين قالوا ان الولايات المتحدة لم تنسحب طواعية من أفغانستان بل انهزمت شر هزيمة و هذه الهزيمة كانت بنية مسبقة و دعم من ايران وانها كانت وراء تزويد طالبان بأسلحة نوعية أفقدت الامريكي توازنه في هذا البلد وان هذه الهزيمة كانت خطوة من ضمن خطوات عديدة رسمتها ايران و محور المقاومة لاجلاء القوات الامريكية بشكل كامل من منطقة الشرق الاوسط وهذا الشعار تم اطلاقه علانية من قبل محور المقاومة بُعيد اغتيال قائد فيلق مهم في محور المقاومة على ايد الاستخبارات الامريكية في الحقبة الترامبية ،
اليوم في الحرب الاوكرانية نجد ان موقف الولايات المتحدة مماثلاً لموقفها الانهزامي في افغانستان فبعدما اوصلت اوكرانيا و رئيسها الصهيوني الى حبل المشنقة تخلت عنه ولسان حالها يقول ( اذهب انت و ربك فقاتلا الروس ) وكأنها قدمت كامل اوكرانيا لقمة سائغة في فم الرئيس بوتن الباحث عن امبراطورية عظيمة خالية من عيوب امبراطورية الاتحاد السوفيتي السابق ،
ان هذا التصرف الامريكي جعل المفكرون الصهاينة يتحسسون رؤوسهم فالامريكي الذي تخلى عن الصهيوني زيلينسكني قد يتخلى أيضاً عن الدولة الاسرائيلية خاصة وأن التخلي الامريكي عن العراق لم يمض عليه الوقت الطويل ،
هذه الفكرة ( التخلي الامريكي ) لم و لن تكون محصورة عند المفكرين الصهاينة بل تجاوزت الى مفكري و منظري الاتحاد الاوربي وخاصة الدول التي انضمت اليه مؤخراً والتي لها اصول من الكتلة الشرقية المنحلة فهم شاهدوا بأم العين ماذا فعلت امريكا بأختهم الكبرى اوكرانيا والموقف المتخاذل للناتو معها ،
فهل ستتوقف تداعيات الحرب الاوكرانية عند هذا الحد ؟
لا اعتقد ان أهداف قيصر روسيا ستتوقف عند حدود اوكرانيا بل ستتطلع في القادم من الايام الى هدفين اساسين هما :
الاول قضم اكبر عدد ممكن من دول الكتلة الشرقية السابقة والثاني وهو الاهم والذي يتمثل في السعي الى فرط عقد الاتحاد الاوربي الذي اُسس في الاساس لاغواء دول الكتلة الشرقية السابقة بالانضمام اليه تكريثاً وامعاناً لمحو الدولة الروسية بشكل كامل ، وللتأكيد على هذه الفكرة تابعوا الموقف الالماني و الفرنسي من هذه الحرب ودورهما الحثيث في اخماد نيرانها قبل ان تشتعل للضرر الكبير الذي يمكن ان يلحق بهما من جراء تلك الحرب ،
يدرك الثعلب الروسي تمام الادراك ان الدول الاساسية الفاعلة في الاتحاد الاوربي متململة من الدول التي انضمت اليه من الكتلة الشرقية وانها بمثابة عالة كبيرة على اقتصادياتها ( المانيا ، فرنسا، اسبانيا ، ايطاليا ) والتي تعاني اصلاً من مشاكل اقتصادية كبيرة .
Discussion about this post