فهد شاكر أبوراس
على مشارف العام الثامن من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على شعبنا اليمني العزيز والصابر، تحل علينا الذكرى السنوية لإستشهاد الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) كمحطة مهمة نكتسب من خلالها المزيد من الإرادة والقوة والعزم، ونستفيد من إستحضارها الوعي والبصيرة فيما يفيدنا كشعب يمني خاصة ونحن في صدد التصدي لهذا العدوان ومواجهة التحديات والصعوبات.
لم يزدد الشهيد القائد (رضوان الله عليه) منذ إستشهاده وحتى اليوم وعلى طول تلك الفترة الزمنية الماضية إلا حضوراً طاغياً في مشاعرنا ووجداننا وفي موقعه في الهداية والقدوة والقيادة، وبمشروعه القرآني العظيم المستمد من النور القرآني وهديه، والمرتبط أيضاً بواقع الأمة وماضيها ومستقبلها.
حتى أن مسار الأحداث في المنطقة اليوم خير شاهد على ضرورة هذا المشروع القرآني الذي جاء به، وعلى ضرورة التمسك به والسير على منهجيته.
فمنذ إنطلاق هذا المشروع القرآني ومنذ أن تحرك الشهيد القائد (رضوان الله عليه) وإلى اليوم سواء أكان على مستوى بلدنا اليمن أو على مستوى المنطقة العربية أو حتى على مستوى الساحة الإسلامية، يقدم لنا مسار الأحداث في كل يوم، الشاهد تلو الشاهد على صوابية هذا المشروع القرآني العظيم، وعلى ضرورة هذا التحرك وعلى أهميته والحاجة الماسة إليه، وأن الشهيد القائد (رضوان الله عليه) لم يتحرك في تلك الفترة من فراغ وأن مشروعه القرآني الذي قدمه للأمة هي في الحقيقة كانت ولا زالت في أمس الحاجة إليه والواقع يشهد بهذا ومسار الأحداث يشهد بهذا.
ولهذا فنحن اليوم كأمة إسلامية مستهدفة من قِبل أعدائها مُلزمون بالفهم الصحيح وبالمعرفة الواقعية بالأحداث وبما تحملها لنا من مؤامرات ومكائد ومن تحديات ومخاطر، حتى نتوجه بذلك توجهاً صحيحاً وفق فطرتنا الإنسانية وديننا الإسلامي وبالإنتماء التأريخي للرسالة الإلهية والأنبياء والرسل،
نتحرك بمقتضى ذلك بما يكفل لنا أن نواجه التحديات والمخاطر فنحمي أنفسنا من هذا الإختراق الخطير وقد رأينا كيف أنه أثر على الكثير من أبناء أمتنا الإسلامية من مكونات وأنظمة وحكومات وتيارات وكيانات داخل الشعوب حتى وصل بهم الحال إلى أن أتخذوا اليهود والنصارى أولياء ومكنوهم من أنفسهم وشعوبهم فأصبح اليهود والنصارى بذلك مسيطرين على أمتنا ومتحكمين بها وبقراراتها.
المشروع القرآني الذي جاء به الشهيد القائد (رضوان الله عليه) وتحرك على أساسه يركز أولاً على الساحة الداخلية للأمة وإلى حد كبير والإتجاه نحو تحصينها من الداخل وفق الهداية القرآنية حتى تواجه التحديات والأخطار.
وما نواجهه نحن اليوم كشعب يمني من تحديات وأخطار وبعد أن أتجهت بعض الأنظمة العربية وبإشراف أمريكي وفي مقدمتها النظامين السعودي والإماراتي لإستهدافنا والعدوان علينا فنحن معنيون بتعزيز هذه المبادئ والقيم وهذا الوعي ونستفيد من هذا المشروع القرآني العظيم الذي تحرك به الشهيد القائد (رضوان الله عليه) فنزداد من خلاله تماسكاً وعزماً وبصيرة وإرادة وفهماً صحيحاً بحيث يوفر لنا كل ما نحتاج إليه من التعبئة الإيمانية والمعنوية والإستشعار للمسؤولية بشكل أكبر.
Discussion about this post