عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
إستطاعت امريكا إقحام روسيا في حربٍ مع اوكرانيا بغرض إضعافها،
وجعلت اوروبا رأس حربة في مواجهة روسيا بغرض إنهاكها اقتصاديآ , وجعلت امريكا غازها المسال بديلآ عن غاز روسيا وغاز اوكرانيا , يغذي دول اوروبا التي ستصبح لاحقآ في قبضة امريكا , ولم يتوقف المكر والخبث الأمريكي عند هذا الحد بل أقدمت على تدمير الإتحاد الأوروبي – الذي سعى إلى الاستقلال عن الهيمنة الأمريكية وجعل اليورو منافسآ للدولار – فعاقبته امريكا اليوم بإنهاك دول الإتحاد الأوروبي بتكاليف دعم اوكرانيا , وتدمير علاقاتهم التجارية ومصالحهم مع روسيا , بل ووضعتهم على محك المواجهة مع روسيا , ناهيك عن الشرخ الذي ظهر في بنية الإتحاد الأوروبي – وتغذيه امريكا – فظهر مصطلح دول اوروبا الشرقية ودول اوروبا الغربية ( كصاحبة المقام الأعلى عن الشرقية) –
وإظهار الاتحاد الأوروبي في مقام الكذب بعد تنصله عن وعده بضم اوكرانيا إلى حلف الناتو بعد ان أغرقها مع جارتها الكبرى روسيا مما سيفقد اعضاء الحلف المصداقية والثقة فيما بينهم .
ومن جانب آخر: روجت امريكا وهولت الخطر الروسي حتى استطاعت أظهار قادة دول الغرب في وضع الضعف والتخبط والقلق في كافة الجوانب العسكرية والسياسية وحتى في الجانب الإعلامي بينما أظهرت الإدارة الأمريكية نفسها متماسكة وثابتة , ووضعت نفسها موضع المنقذ للدول الأوروبية بعد أن عزلتها عن روسيا وعن دول الشرق بشكل عام ,
وبأسلوب ماكر أوعزت أمريكا للدول الأوروبية بتسريع الإجراءآت السياسية والإقتصادية لزيادة الهوة بينها وبين روسيا والتي ستعود نتائجها سلبآ على الشعوب الأوروبية وسيصبح سياسيو دول اوروبا في موضع الغباء وعدم الكفاءة امام شعوبهم , وتستوجب محاسبتهم مما سيجعل قادة هذه الدول كالدمى في يد الادارة الأمريكية مقابل دعمهم سياسيآ واستخباراتيآ واقتصاديآ.
وبالنسبة للمؤسسات الدولية والمنظمات الأممية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها التي تم إنشائها عام 1945 إبان الحرب العالمية الثانية كوسيلة تقاسم بين الدول المنتصرة في الحرب , والمؤسسات والكيانات الدولية المتعاملة معها كمجلس حقوق الإنسان مثلآ , واليونسكو المعنية بالتعليم والثقافة , وجمعية الإتصالات المالية الدولية بين المصارف ( سويفت ) , بل وحتى الفيفا , جميعها دفعتها أمريكا إلى مخالفة قوانينها الدولية المعتمدة في العالم , وزرعت بين أعضائها الفرقة , وشتت قياداتها الذين الكثير منهم مرتبطون بروسيا وذلك بهدف وضعها في موضع الخيانة الأممية كورقة ستستخدمها عندما تحتاج إليها إذا ما أبدى المجتمع الدولي اعتراضآ على أي جزئية من المشروع الأمريكي المتمثل في النظام العالمي الجديد.
فمن باب التوضيح لا الحصر :
1 – تم تدمير الأمانة العامة للأمم المتحدة التي روسيا من مؤسسيه ومن اهم اعضائه الدائمي العضوية , ويلحق بها ما يحدث من تصدعات داخل الجمعية العمومية , وأختلالات في مجلس الامن الدولي الذي كان من المفترض حياديته بموجب قانونه الدولي , وكذلك محكمة العدل الدولية التي كان من المفترض بموجب مبادئها أن تعمل على حل النزاعات الدولية بكل حيادية ولكنها خالفت ذلك.
2 – بالنسبة لمجلس حقوق الانسان فقد خالف بشكل فاضح مبادئه وقواعده بعد ان منع الجانب الروسي من الحضور خلال جلسته المنعقده , بل لم يستطع إلزام اعضائه بالاستماع إلى طرح الجانب الروسي عبر الشاشة , والأدهى من ذلك الأصوات التي تدعو إلى إنهاء عضوية روسيا في المجلس دون إتباع أي خطوات اجرائية وقانونية وهذه مخالفة لقواعد المجلس بشكل كامل.
..وكذلك سكوت المجلس عما يحدث للاجئين في الحدود الهولندية من تمييز عنصري منبوذ.
3 – بالنسبة للمنظمة الدولية للتعليم والثقافة ( اليونسكو ) التي مقرها في باريس أكبر تجمع لليهود والتي هي الأكثر عنصرية تجاه ثقافات دول العالم واكبر مستعمر ثقافي في العالم فقد إلتزمت الصمت تجاه عملية الطرد في حق الطلاب الروسيين وسمحت بإقحام السياسة في مسألة التعليم والثقافة وهذا خلل ستحاسب عليه وبقوة ( عندما تريد امريكا ذلك).
4 – بالنسبة لجمعية الاتصالات المالية الدولية بين المصارف ( سويفت ) برزت خيانته للاتفاقيات الدولية عندما ظهر كأداة بيد امريكا تضرب به من تشاء دونما اعتبار للاتفاقيات او العقود او حتى احكام عبر المحاكم المختصة.
5- بالنسبة لإتحادي الفيفا والويفا اللذان لطالما تغنيا بحيادية الرياضة كوسيلة تواصل تقرب بين الشعوب ظهر الوجه القبيح لهما فتم حرمان المنتخب الروسي , وعزل الاندية الروسية واللاعبين الروسيين , حتى تم عزل القيادات الرياضية الروسية في النوادي والاتحادات الرياضية.
6 – وبالنسبة للمصداقية الإعلامية الدولية , ومبادئ الإعلام الشريف والمستقل قد نال أكبر نصيب من الفضائح الامريكية الاوروبية بسبب التزوير والكذب والتلفيق الذي ملأ الشاشات في العالم , وهذه ظاهرة ستفقد شعوب العالم الثقة بهذا الإعلام.
7 – من الفضائح المدوية التي عرفها العالم بوضوح هي أن فزاعة الإرهاب التي تحجج بها الامريكيون ومن خلفهم النظام الدولي واستخدموه لغزو وتدمير واستعمار ونهب الكثير من الدول ذات السيادة , وصوروه كصفة ملازمة للاسلام والمسلمين بإعتبار الجماعات الارهابية كداعش والقاعدة نموذجآ اسلاميآ , هذه الفزاعة وهذه الجماعات الارهابية والمرتزقه يستخدمهم الامريكيون والغرب اليوم في اوكرانيا كدليل على ان هذه المجموعات صناعة امريكية , وان امريكا هي الارهاب نفسه..
وغدآ سيقولون “إن روسيا إرهابية” (لأنها لم تخضع للوبي اليهودي ).!
…. وغيرها من التجاوزات الكبيرة والفضائح التي ظهرت خلال الأحداث في اوكرانيا ….
خلاصة الأمر : إن كل هذه المؤسسات الدولية , والكيانات والإتحادات قد إنهارت أدبيآ وقانونيآ … ويمكن لأمريكا أن تتتهمها بالخيانة , وبعدم قدرتها على اداء مهامها في أي وقت تشاءه ( مسمار جحا عالمي )..وهذا الإنحلال والتحلل لهذه المنظومة سيخدم أمريكا في السيطرة الكاملة على قيادة النظام العالمي الجديد .
ومن الجدير ذكره أن ما ظهر خلال هذه الأحداث قد يكون مفاجئآ للعالم , لكنه ليس مفاجئآ لمحور المقاومة , وليس مفاجئآ لليمنيين – على وجه الخصوص – الذين عانوا من كل تجاوزات قوانين العالم من قبل الظلام بقيادة الاستكبار الشيطاني الامريكي , ولكن لم يؤثر فيه هذا الخبث لأن المشروع القرآني الذي اطلقه الشهيد القائد السيد / حسين بدرالدين الحوثي قد درٌب وعلٌم ووعٌى أتباعه عن هذه النفسية الماكرة , وإنما اصبحت هذه الأحداث خير دليل واقوى إثبات للرؤية القرآنية التي وجهت بوصلة العداء إلى الجهة الصحيحة , وخير إيضاح وشرح للمظلومية اليمنية التي نفذها مستكبري العالم وعملائهم , ولم يصدقها من تبقى في العالم .. فاليوم عرف العالم ان مشروعنا يمتلك رؤية واضحة , ومبادئ راقية , ومنفعه للإنسان في كل مكان بعيدآ عن الكذب والتزييف .
الذي عرفها الرئيس الروسي والشعب الروسي بأن الغرب وامريكا (هم إمبراطورية الكذب ) وقد سبقه اليمنيون إلى ذلك من عشرين عامآ.
وسنؤجل مجريات الأحداث القادمة للجزء الرابع تجنبآ للإطالة.
*يتبع …. الجزء الرابع….*
Discussion about this post