عقودٌ طويلةٌ في الماضي كانت تذهب الزكاة خلال هذا الشهر الكريم للمسؤولين وحاشيتهم ويحرم منها الفقراء, بل كان المسؤولون والتجار في الماضي يتباهون بجعل الفقراء والمساكين والمحتاجين طوابيرَ أمام بيوتهم وحاناتهم كل يوم، لعلّ أحسنهم حظّاً مَـن كان يصل إلى يده منهم مبلغ خسمائة ريال كأعلى تقدير , ليجعل من نفسه مساحة إعلامية تروج لذلك المسؤول أو التاجر أو شيخ المشائخ الذي لايعلو عليه شيخ في اليمن … وفي الوقت الذي كان يحسبها ذلك المسكين صدقة أو عطية من ذلك المسؤول , كان ذلك المسؤول والتاجر يحسبها جزءا من زكاة ماله الذي هو في الأساس مال الله ومال الشعب المنهوب بحيلة أو بأخرى .. فكانت في الأخير من المنظور الشرعي , لا زكاة ولاعطية , بل وسيلة ضغط وشراء ذمم ومواقف وولاءات يتم استخدامها لأهداف سياسية وأغراض شخصية ليس أكثر , وهذا بحد ذاته يعتبر نصب واحتيال على الله والناس وضحك واستهزاء وسخرية بحق الله والشعب في مقدمته أولئك الفقراء والمساكين الذين لولا سرقة ذلك اللص واستخدام نفوذه عليهم واستغلال منصبه أو مركز نفوذه لنهب أموالهم وممتلكاتهم التي جعلها الله لهم قياما , ما كان في اليمن فقير ولامسكين .
– اليوم أصبحت الزكاة تسقي في سواقيها وتروي حيث أراد الشارع لها أن تروي , دون حيلة ولا منة ولا انتقاص, بل أصبح صاحب الحق المستحق للزكاة يطالب بحقه منها بكل عزة وكرامة ويرفع صوته عاليا أحيانا دون تحرج …لدرجة أن أبواق العدوان المستأجرة والطابور الخامس المشترى بمال نفط الخليج يستغل ذلك فيجعل منه مادة دسمة في قنواته الإعلامية المعادية , يستهدف على أثره الهيئة العامة للزكاة ورئاستها الجهادية الصادقة المخلصة المباركة, يحرض ضدها ويبث الشائعات الكاذبة التضليلية المغرضة , لعل وعسى يجد له من الساذجين والسطحيين في أوساط المجتمع اليمني من يصدق دعاياته وشائعاته ونفاقه فينجروا خلفه … والهدف إفشال الهيئة العامة للزكاة التي أصبحت أهم وأقوى مشروع يستفيد منه الناس .
– نعم , الهيئة العامة للزكاة مشروعٌ تتفرع منه مشاريع , يغطي احتياجات الشعب اليمني العزيز في ظل عدوان وحصار كوني صهيوني عالمي جعل من الشعب عامة في غالبه فقيرا مسكينا مدقعا معدما , لولا أن من الله عليه بالهيئة العامة للزكاة .
– الهيئة العامة للزكاة بمشاريعها الإنسانية التي تسير وفق منهج الله القرآن الكريم , من حيث برنامج وطريقة تحصيلها ومن ثم توزيعها , فضحت نظام الظلام السابق “نظام الدولة والقانون-الله, الوطن, الثورة, والوحدة” , نظام “ما لنا إلا علي” …ولذلك يحاول العدو استهداف هيئة الزكاة وتشويهها بكل وسائله الممكنة وأساليبه الشيطانية العدائية الماكرة .
– اليوم في ظل الهيئة العامة للزكاة نستطيع القول : هنيئا للمزكّين بأموالهم , وهنيئا للمستحقين .
– المزكّي صار آمنا مطمئنا على زكاة ماله من أطماع الطامعين واختلاس المحتالين, ومن حيث أنه يتم وضعها في موضعها الشرعي الصحيح الذي يرضي الله تعالى, فينمي بها أمواله ويزكي بها نفسه (تطهّرهم وتزكّيهم بها) …
والمستحق للزكاة أصبح آمناً مطمئناً على حقّه المعلوم من مال الله الذي فرضه للسائل والمحروم, بحيث أن حقه هذا سيأتيه من دون طلب أوبحث …والعهدة في هذا تقع على عاقل الحارة، أو مسؤول الحيّ الذي توكل إليهم مهمة حصر ورفع قاعدة البيانات .
– من هنا أيضاً نستطيع أن نوجه الدعوة للمزكّين المؤمنين والميسورين الأكارم من (التجار وغيرهم) الحرص على آداء زكاتهم للهيئة التي أصبحت مشاريعها تصل لجميع المستحقين تحت أنظار الجميع , أو كما يقال (تحت المجهر) , بكل إيمان ومصداقية وشفافية .
– نتمنى أن يستمر الدعم لها من كل الجهات رسمياً وشعبياً .
– بأداء الزكاة سيعم الخير, ونتخلص من المنظمات التي مهمتها أعمال استخباراتية وتدمير البلدان .
١٤ رمضان ١٤٤٣ هـ
Discussion about this post