أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الاثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي والذي تلاه للمرة الأولى باللغة العربية بمناسبة يوم القدس العالمي، أن إيران ستبقى قلعة شامخة في التصدي للمؤامرات الصهيونية العالمية، وفي اصرارها على إحياء يوم القدس وتكريسه.
وأضاف خطيب زاده: “يوم القدس العالمي الذي استقر في التقويم الابدي لشهر رمضان المبارك بمبادرة تاريخية من مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخميني (قده) أتى ليؤكد أن القدس هو عامل وحدة وتكاتُف بالنسبة للعالم الاسلامي، وأن قضية فلسطين ليست اسلاميةً فقط بل عالمية بإمتياز”.
وأكد أن “الحل الجذري لقضية فلسطين ولتحرير المسجد الأقصى يتمثّلُ في عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم الأم و إجراء استفتاء وطني عام بين السكان الأصليين لهذه الأرض”.
وتابع أن كل الدول الاسلامية مطالبة بتحمّل مسؤولياتها في دعم نضال الشعب الفلسطيني ومَدّه بكل اسباب القوّة والمِنعة، لافتًا الى أنه لا يمكن للحكومات و المحافل الدولية أن تكون لامبالية تجاه هذه المطالب المحقّة وأن تتنصّل من مسؤولياتها القانونية والانسانية في هذا المجال.
وقال إن “ايران تستنهض كلّ المؤسسات الدولية و كلّ أحرار العالم لتسخير طاقاتها السياسية والاعلامية والحقوقية لدعم الشعب الفلسطيني الأعزل والمقاومة في مواجهة السياسات والممارسات اللاانسانية للكيان الصهيوني على امتداد أرض فلسطين المحتلة”.
وشدد على أن “كلّ الجهود السياسية والاعلامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني لن تُفلح في إزالة الصورة اللاانسانية البشعة لهذا الكيان وماهيته الارهابية و عقيدته القائمة على التمييز العنصري، من الذاكرة التاريخية للأمة الاسلامية”.
وفي ما يلي نص كلمة خطيب زادة باللغة العربية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
نستقبلُ هذا العامْ يومَ القدس العالمي، في آخرِ يومِ جمعة، من شهرِ رمضان ِالمباركِ في ظروفٍ اصبحَ معها تحريرُ المسجدِ الأقصى وفلسطينَ المحتلة من بَراثِنِ العدوِّ الصهيونيِ العنصريِّ الغاصب أشدَّ ضرورةً و اكثرَ أهميةً من أيِّ وقتٍ مضى ، حيثُ باتتِ القدسُ وفلسطينَ محورَ التضّامُنِ بين المسلمينِ و كلِّ احرارِ العالَم .
اِنَّ يومَ القدسِ العالمي الذي استَقَرَّ في التَّقويم ِالابدي لشهر رمضان َالمبارك بمبادرة ٍتاريخيةٍ من مؤسسِ الجمهوريةِ الاسلامية ِالايرانيةِ سماحة الامام الخميني (رحمةُ الله عليه) أتى لِيؤكدَ اَنَّ القدسَ هو عاملُ وحدةٍ و تكاتُف بالنسبةِ للعالَمِ الاسلامي ، و اَنَّ قضية فلسطينَ ليست ْ اسلاميةً فقط |بل عالميةٌ بإمتياز .
اليوم ، فإنَّ مسلميِ العالم يُنادَون بصوتٍ واحدٍ بضرورةِ تحرير فلسطين كأولويةٍ لا تُجارا لَدَى الأمةِ الاسلامية ، حيثُ اَنَّ جُهودَ التَّطبيع ،لا تُزَعْزِعُ قَيدَ اَنْمُلَةٍ اَلارادةَ الصَّلبة للشعوبِ الحَيَّةِ الواعية. لذا ، فإنَّ كلَّ الدولِ الاسلامية مطالَبةٌ بتحمّلِ مسؤولياتِها في دعمِ نِضالِ الشَّعبِ الفلسطيني و مَدِّهِ بكلِّ اسبابِ القوّةِ و المِنْعَة . كما لا يُمكنُ للحكوماتِ و المحافلِ الدولية اَنْ تكونَ لامُباليةً تِجاه هذهِ المطالبِ المُحِقّة و اَنْ تَتَنَصَّلَ مِن مسؤولياتِها القانونيةِ و الانسانيةِ في هذا المجال .
و نوكِّدْ بِانَّ كلَّ الجهودِ السياسيةِ و الاعلامية التي يقومُ بها الكيانُ الصهيوني لَنْ تُفلِحَ في اِزالةِ الصورةِ اللاانسانية الْبَشَعَة لهذا الكيانِ و ماهيتهِ الارهابية و عقيدتهِ القائمةِ على التمييزِ العنصري ، مِنَ الذاكرةِ التاريخيةِ للأمةِ الاسلامية .
ان الجمهوريةَ الاسلاميةَ الايرانية ، و كما كانت دوماً ، سَتبقى قلعةً شامخةً في التصدي لكلِ مُؤَمراتِ الصهيونيةِ العالمية، وفي اصرارها على احياءِ يوم القدسِ العالميِ و تكريسهِ، داعيةً اَلامةَ الاسلامية اِلى الْاتِحادِ على طريقِ تحريرِ فلسطين و دَحرِ الْاِحتلال. ومِن هنا فهيَ تَستنهِضُ كلَّ الْمؤسساتِ الدولية و كلَّ احرارِ العالمِ لتسخيرِ طاقاتِها السياسيةِ ، اَلْاعلاميةِ و الحقوقية لدعمِ الشَّعب الفلسطيني الْأَعْزَلْ و المقاومة في مواجهةِ السياساتِ والممارساتِ اللاانسانيةِ لِلكيانِ الصهيوني على امْتداد ارضِ فلسطينَ المحتلة”.
ختاماً، اَوَدُّ اَنْ اؤكّدَ مَرّةً اُخرى اَنَّ الْحلَّ الجذري لقضيةِ فلسطين و لِتحريرِ المسجدِ الاقصى يَتَمثّلُ في عودةِ اللاجئينِ الفلسطينيين الى وطنِهم اَلْأُمْ و اجراءِ استفتاءٍ وطنيٍّ عامٍّ بينَ السُّكانِ الأصليين لهذه الأرض”.
انتهى…
عدي العبادي
Discussion about this post