لن أنسى ذلك اليوم الذي بدأ اليمن يتنفس فيه الصعداء، كان آخر يوم لحاكم اليمن الفعلي آنذاك السفير الأمريكي السابق “جيرالد فايرستاين” , وهو يغادر مطار صنعاء الدولي , إبّان ثورة الربيع العربي 2011 م , كان آخر تصريح له وهو يحذر من الدورات والمراكز الصيفية “الحوثية” -حسب توصيفه- , فكان هذا التصريح بمثابة وصية ناصح أمين عارف , لورثته الخلفاء المحليين من بعده .
الجدير ذكره أن السفير الأمريكي “جيرالد” أيام النظام السابق قبل ثورة الـ21 القرآنية كان هو الحاكم الفعلي لليمن, وهو الممثل الرسمي لأمريكا فقد كان بنفسه يقيم دورات للكوادر اليمنية, يدعو لها ويحث عليها ويعمل على إقامتها ميدانيا ويشرف عليها بنفسه, في مختلف المجالات وبغطاء رسمي في أهم مؤسسات الدولة (ثقافية-سياسية-إعلامية-عسكرية-أمنية) وحتى قضائية وخطباء وأئمة المساجد , وهذين الجانبين (القضاء والإرشاد الديني) من أهم الجوانب التي كانت تركز عليها أمريكا من خلال سفيرها “جيرالد” …هذا الأمر واضح ومعروف ولن ينساه الشعب اليمني العزيز الثائر .
اهتمام “جيرالد” ممثّل اليهود في اليمن بإقامة الدورات والمراكز التثقيفية على الطريقة الأمريكية , يعكس لنا أهمية الدورات والمراكز الصيفية التي يدعو لها ويحث عليها السيد القائد اليوم في اليمن , يجعلنا نحن كشعب يمني يواجه عدوانا صهيوماسوني عالمي نفهم وندرك ماذا تعني لنا هذه الدورات والمراكز الصيفية (أهميتها , فائدتها , أبعادها , وثمرتها الإيجابية) وفي نفس الوقت نفهم وندرك خطورتها على أعدائنا …والجزاء من جنس العمل كما يقال .
– لذلك لاغرابة أن تجد دول العدوان وأبواقها الإعلامية المستأجرة الحقيرة الرخيصة تعمل على تشويه هذه المراكز والدورات الصيفية والتحريض ضدها, من خلال بث الدعايات والشائعات العدائية المغرضة ,التي تمتلئ وتضج بها مواقعهم وقنواتهم الإعلامية .
لولا أن ذلك هو غضب اليهود وانزعاجهم , المبني على فهمهم وإدراكهم أهمية وخطورة المراكز الصيفية عليهم, لما كان لدول العدوان (السعودية والإمارات) ومرتزقتهم أي دور في هذا …
لأنه إذا كان النظام “السعودي والإماراتي” لم يدرك ولم يفهم أنه بعدوانه على اليمن أدخلوا أنفسهم في منزلق خطير ووقعوا في مستنقع لن يستطيعوا الخروج منه ولا النجاة من عواقبه وآثاره السلبية عليهم , فكيف بهم يفهمون ويدركون أهمية المراكز الصيفية التي لاتزيد مدتها على الخمسين يوما في السنة كلها ؟!
وبالتالي : إذا كان المرتزقة لم يفهموا ولم يدركوا أنهم بخيانتهم للوطن والشعب وارتزاقهم وارتمائهم في أحضان اليهود والخارج الأجنبي أنهم بهذا أصبحوا عبيد العبيد وأحقر وأرخص أنواع الرقيق يباعون ويتاجر بهم في أسواق النخاسة الصهيوماسونية العالمية , فكيف بهم يدركون أو يفهمون مالم يفهمه أسيادهم العبيد (السعودي والإماراتي) ؟!
ما يجب أن نفهمه ونستوعبه ويترسخ في أذهاننا نحن في اليمن هو أن هذا العدوان السعوصهيوماسوني الكبير العالمي علينا هو بسبب ثقافتنا القرآنية وتمسكنا بهويتنا الإيمانية اليمانية , ورفضنا للثقافات الدخيلة المغلوطة … وهذا ما يزيدنا حضورا في ميادين الوعي والبصيرة , ويزيدنا اندفاعاً وتسابقاً إلى المراكز الصيفية .
علم_وجهاد
Discussion about this post