ناديا سعادة*
أُناديك رغم الردى
أُناديك رغم الردى
وصوت الرصاص
وموت الندى
أُناديك رغم الردى
رغم السنين الصِّغارِ
و قلة حيلة أنا الفتى
ربّ دمعةٍ صرخت تنوحُ
وربّ صراخٍ وصل السما
” أبي جاوز الظالمون المدى ” *
فكنت الشهيد الذي ارتقى
أودّعُ فيك الأمان الطويل
و كلّ ألعابي حين المسا
تراقص بين زنديك و قلبي
شديدُ الحزنِ عميق الأسى
أين أنت يا أصلي النبيلُ
وأين الدم يروي عروقي
و يُنبتُ كلّ جذوري ؟
وراقَ الحنينُ و سالَ الشذى
وكيف أعيش السنين الطوال
دون أبٍ يلفُّ الدروب
وحين يهبط الليل كثيفَ الخطى؟
أكان فدائيّا وحيدا…؟
أم خطى لرجلٍ يسدُّ المعاشَ
بكعبِ الردى..؟
يا بئس ما يفعله الجنودُ
وهل دمُ الحرّ بات مُهْدَرا..؟
رحمة بالصغير الذي صاح
ثمّ ناح ثمّ حبا..!
رحمة بالطفولة حين كبت
وصارت بالأحزان تهرمُ كلّما
سقط رجال فلسطين
في جنين قراوة حسان
كانت بالزملاء مناجلَ
ربي لا تؤاخذ صبوتي
فإنّي امرأة حزينة
رأيت دم المُتعبين
منثورا في المدى
وهذي كلّ حروفي
لتمحوَ بعض دمعي أهزل!
جد لي عذرا واغفر لي
كيف تكون الدنيا لهم
ولنا جحيم الموتِ
رحماك ربي
ما أنكرتُ شهادة الطيبين
لكنها حسرة الفراقِ
لكلِّ مُشتَهى
* الشطر للشاعر المصري علي محمود طه
ابن شهيد يفتقد أباه…..
*كاتبة مقدسية
Discussion about this post