بقلم : عرب البدراني
يعز علينا اليوم أن نستذكر عيد الوحدة بين مصر وسوريا وامتنا العربية تواجه أخطر انواع التامر للاجهاز على حركة التحرر العربي والانظمة الوطنية وفي مقدمتها سوريا العروبة. إن ما تشهده سوريا اليوم من تأمر غادر جمع كل القوى المتامرة بقيادة امريكا وحلف الناتو وتركيا وبعض عربان الخليج العربي بحشد كل قوى الارهاب العالمي ودعمهم بالمال والسلاح لتنفيذ المشروع الصهيو امريكي لتجزأة المجزأ اصلا من وطننا العربي والانحدار وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني إضافة الى الظروف القاهرة التي تمر بها سوريا جراء الزلزال الاخير والذي يستدعي حشد كل الطاقات لدعم سوريا بمحنتها هذه….. إن فكرة الوحدة العربيه ولدت بوقت مبكر من تاريخ امتنا بسي ما كانت تعاني من احتلال عثماني بغيض وكانت هذه الدعوة في بداية القرن العشرين لاسيما أظهرت شعوب امتنا يقظة سياسية ووعي قومي ضد الاجنبي والهجري الصهيونية التي كانت تتسع في فلسطين أبان الاحتلال العثماني….وكانت محصلة ذلك نشؤء العديد من الجمعيات والحركات ذات البعد القومي وادى سقوط الدولة العثمانية إلى احتلال جديد من قبل القوى الاستثمارية بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام ١٩١٦….وتسارعت الأحداث المؤلمة حيث حلت نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ للكشف الستار عن الواقع العربي المتجزأ الفاسد حين ذاك وعرت الحكام العرب والقوى الفاسدة التي ساهمت بصنع النكبة….وجاءت ثورة ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢ بقيادة الزعيم الخالد عبد الناصر بقياده لحركة الضباط الاحرار والتي كانت الرد الحاسم على النكبة…وتواصلت مسيرة الثورة برفض حلف بغداد عام ١٩٥٥ وجلاء اخر جندي بريطاني عن قناة السويس عام ١٩٥٥ ومن ثن تتويج ذلك بتاميم قناة السويس عام ١٩٥٦…ولقد كانت تلك الخطوات قد الهبت الجماهير العربيه من المحيط للخليج وبالذات في سوريا…وتساعدك حملة القوى الاستثمارية والرجعة العربيه وقيام تركيا بحشد حدودها على سوريا مما أدى إلى قيام عبد الناصر بإرسال قوات مصرية إلى سوريا للدفاع عنها…إن تلك الأحداث الهبت الشعور القومي في سوريا بالدفاع كبير للوحدة مع مصر….وعليه فقد اجتمع المجلس العسكري في سوريا والذي كان يمثل القوة الرئيسية وصاحب الكلمة في سوريا بايفاد وفد عسكري يضم ١٤ ضابط من القوى الناصرية إلى مصر برئاسة العقيد عفيف البرزي للضغط على عبد الناصر لإعلان الوحدة… وخلال يومين متتالين من الاجتماعات أبدى عبد الناصر في البداية تحفظه عاى قيام الوحدة باعتبار المجلس العسكري لا يمثل القيادة السياسية في سوريا إلا أن اتصال الرئيس شكري القومي بعبد الناصر وأيده للوحدة أدى إلى الاتفاق واعلان الوحدة بتاريخ ٢٢ شباط فبراير من عام ١٩٥٢…وشهدت الوحدة منجزات كبيرة في سوريا شملت قطاع الخدمات والبلدية وتطور القوانين الاقتصادية والعماليه وآل عايز الاجتماعية والدعم الاقتصادي لسوريا…وادت الوحدة إلى حراك شعبي واسع في المنطقة للوحدة حيث نزلت قوات الاسطول الامريكي على شواطئ بيروت لحماية نظام كميل شمعون العميل وقوات بريطانية أخرى في وطننا العربي…… رغم عظمة الوحدة فقد شهدت الوحدة تأمر خطير من القوى الاستثمارية والرجعة العربيه والقوى العميلة المدفوعةثمنها مقدما إلى الانفصال المشروم في ايلول سبتمبر من عام ١٩٦١ بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر. ….ورغم الرفض الشعبي الواسع من قطاعات شعبيه وعسكريه للانفصال والطلب من عبد الناصر التدخل لقمع الانفصال الا ان عبد الناصر رفض ذلك للأسباب التاليه…….١. لايمكن لجيش عربي إن يقاتل جيش عربي اخر مهما دعت الأسباب…٢.إن التدخل بإرسال قوات مصريه سوف يعطي الف صة للقوى الكبرى بالتدخل وهذا ماتم فعلا عندما اجتاحت القوات العراقيه الكويت عام ١٩٩٠ وما ادت إلى كوارث نشهد فصولها المؤلمة اليوم فضلا عن إيمانه العميق بأن الوحدة تتحقق بإرادة شعبيه وليس بالغزل على الطريقه القبليه….. بهذه المناسبة نقول بأنه لو قدر للوحدة إن تستمر لغيرت خارطة الوطن العربي باكمله….ولعل من المفيد إن نذكر بايجاز الأسباب التي ادت إلى الانفصال ١. عدم التخطيط المسبق للوحدة في كافة المجالات واتخاذ الخطوات المدرسة لتدارك اية سلبيات او انحراف يطرأ على الوحدة…٢. الخطوات الاقتصادية في مطلع عام ١٩٦١ في سوريا ومنها الإصلاح الزراعي وتتميم البنوك والشركات الكبرى أدى إلى رد فعل عنيف لدى القوى المرجعية بالداخل….٣.دعم مالي كبير من قبل الانظمة المرجعية للقوى العميلة بالداخل…..٤.السلبية الت اتصل بها عبد الحكيم عامر واتخاذ قرارات افرادية بعيدا عن التنسيق مع القوى الوحدوية واحاطت مكتبه بمجموعة من العناصر الفاسدة والمتامرة لفصل عرى الوحدة……………………
أن ما نشهده اليوم من تراجع خطير في حركة التحرر العربي واللهث وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني بدأ من اتفاقية كامب ديفيد مرورا باتفاقية أوسلو عام ١٩٩٣ وحتى يومنا هذا من قبل بعض الانظمة العربية نستدل على إن الدولة القطريه لا تستطيع أن تحمي الأمن القومي العربي ولا تحقق تنمية اقتصادية ولا ديمقراطية حقيقيه ولا عدالة اجتماعية……..إن جماهير شعبنا العربي بقوله الوطنية الوحدوية مدعوة اليوم اكثر من اي يوم إلى توحيد صفوفها وأخذ زمام المبادرة للتصدي للمشاريع المشبوهه الممثلة بالاقاليم المدعومة من قبل قوى الاستعمار …إن حتمي الوحدة العربيه يفرجها واقهر الأمة من خلال وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والمصير المشترك ..لذا فإن اي خطوة وحدوية بين اقطار الوطن العربي مثل انتقال العمالة والتكامل الاقتصادي والتي تعتبر خطوات وحدوية وصولا للوحدة دون إهمال خصوصية كل قطر عربي في الوقت الراهن…..وبهذه المناسبة نستذكر قول الزعيم الخالد عبد الناصر (إن إيماني بحتمية الوحدة الغربيه كايماني ببزوغ الفجر بعد الليل مهما طال )……واخيرا نتفدم بالرحمة والسلام لروحه الزعيم الخالد عبد الناصر ولرفاقه الابطال الذين صنعوا اول تجربة وحدوية في تاريخ العرب المعاصر.
Discussion about this post